اخترنا لكم

الجمعة، 14 مارس 2014

مسيرة التغيرات في النغم الحجازي

بسم الله و به نستعين

لما كان القرآن هو كلام الله المنزل منه على نبيه محمد خير من وطئ الثرى صلى عليه الله و سلم ..
و لما كان الأمر كذلك و هو الحق المبين - تفرد المسلمون كلٌ في جانب ليخدمه فمنهم من عني بتفسيره أو تعليم و تعلم تجويده أو حفظه و تحفيظه أو تعلم تزيين الصوت به فإنه و الله يزيده جمالا إلى جماله - الكتاب الذي وجب علينا خدمته و العمل به و فهمه و نشره و الاحتساب في تلاوته - و قد سبقنا خير البشر محمد صلى الله عليه و سلم في الندب إلى تزيين الصوت في تلاوته -

ومن هذا الباب كان المسلمين كل في قطره يقرأه على نحو ينسجم مع لهجته و نغم أصوات تلك الناحية من القوم - فأهل العراق و فارس لهم أنماطهم و كذلك مصر و الشام و أفريقية و آسيا و الجزيرة العربية - و نحن هنا نخدم جانبا من الكون و نتطرق إلى أنماطه و ألوان صوته و نغم كلامه - إنها الحجاز و عاصمتها مكة - و أكبر مدنها المدينة المنورة و جدة و الطائف

أهل الحجاز هم أهل حضارة و ثقافة و احتواء لكل بطون العالم من الجنسيات - و ما ذاك إلى لأن مكة هي مهوى الأفئدة و قبلة المسلمين و وجهة الحجاج إلى بيت الله العتيق 

و كان لهذا أثرا كبيرا في عاداتهم و ثقافاتهم - و في ما نحن بصدده و هو القرآن كان لقراء الحجاز أداء ممزوجا بكل تلك الأقطار - فقراء الحجاز أرق صوتا و أندا بل و أخشع و هذا لا يعني أنه ليس لغيرهم ماذكر آنفا - و قيل إن لقربهم من اليمن و اختلاطهم بهم كان له كثير من الأخذ و التطوير في الأداء

لقد مر الأداء الحجازي بكثير من التغيير - و لعلي أعلل ذلك بعدم توثيق النغم و الأداء كأهل العراق و غيرهم - توارث أهل الحجاز الأداء الحجازي بالتقليد تارة و تارة بالتلقي الغير المباشر و المباشر و هو الأقل إلإطلاقا أحيانا - مما جعل كثير من المقامات و الأنماط تختفي ليس بالاسم و إنما قل أو ندر من يؤديها 

0 التعليقات :